
وزير الخارجية يؤكد على أهمية الحوار باعتباره أداة أساسية لمعالجة التحدّيات
شارك معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية صباح اليوم، في الجلسة الافتتاحية لأعمال منتدى طهران الرابع للحوار، وذلك برعاية فخامة الرئيس الإيراني الدكتور مسعود بزشكيان وبحضور عدد من وزراء الخارجية وكبار المسؤولين وصنّاع القرار والمفكرين من مختلف دول المنطقة والعالم، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية.
وجاءت مشاركة معاليه في هذا التجمع الدولي تلبيةً لدعوة كريمة من نظيره الإيراني معالي الدكتور عباس عراقجي.
وفي مداخلة ألقاها خلال المنتدى، أكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي على الأهمية التي توليها سلطنة عُمان للعلاقات الثنائية القائمة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدًا في نفس الوقت بالمرونة والدقة والصراحة التي يُضفيها معالي الدكتور عراقجي وزير الخارجية الإيراني على مساهمات بلاده في الحوارات الإقليمية والدولية.
وأشار معاليه إلى أهمية الحوار كأداة أساسية لمعالجة التحديات، والتزام سلطنة عُمان بهذا المسار الضروري مهما كانت صعوبته حتى مع أولئك الذين قد تكون هناك اختلافات شديدة معهم.
وسلط معاليه الضوء بشكل خاص على القضية الفلسطينية، واصفًا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عنف وإبادة جماعية بأنه مأساة عالمية ما كان ينبغي لها أن تحدث، وكان يمكن منعها لو تم اغتنام فرص الحوار في إشارة إلى رفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الانخراط في حوار موضوعي مع الجانب الفلسطيني فضلا عن فشل المجتمع الدولي في ممارسة التأثير الفاعل.
وأعرب معاليه عن تفاؤله حيال المؤشرات التي برزت خلال الأشهر القليلة الماضية، لا سيما من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قد تعكس تحولًا نحو نهج أكثر واقعية ومرونة بشأن من يمكن اعتباره شريكًا في الحوار. ورأى معاليه أن هذا التطور، وإن جاء في لحظة تشهد تصعيدًا عسكريًا ومعاناة إنسانية هائلة، يُشير إلى رغبة متجددة لإجراء حوار حقيقي، حتى وإن كانت تل أبيب لا تزال تحاول تفادي ذلك عبر التصعيد على جبهات متعددة.
وشدد معاليه على أن الحوار ليس خيارًا سهلًا، لكنه الطريق الوحيد الممكن لتحقيق تسوية عادلة، مستشهدًا بما وصفه بـ”الدرس الفظيع” الذي تُجسّده مأساة غزة عندما تغيب الشجاعة في الحديث إلى الآخر.
واختتم معاليه مداخلته بالإعراب عن أمله في أن يسهم هذا المنتدى في طهران في استقطاب المزيد من الأصوات المؤمنة بالحوار، وتعزيز قناعة المجتمع الدولي بأن الحلول لا تُبنى بالقوة بل بالتفاهم والانفتاح.
وقد ناقش المنتدى في نسخته الحالية دور الدول الإقليمية في النظام العالمي المتغير، واستعرض أبرز التحديات المشتركة في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة، إلى جانب بحث سبل تطوير آليات التعاون متعدد الأطراف لمواجهة الأزمات الدولية في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة.
Follow us