قصة تنمية عمان الحديثة تعود إلى قرون عديدة
تتمتع سلطنة عمان بتاريخ عريق. اكتشفت الأبحاث الأثرية أدلة على عراقة الحضارة العمانية تعود إلى 3000 سنة قبل الميلاد.
كانت المنطقة في عام 2500 قبل الميلاد، تشتهر بالأعمال المعدنية، وكان التجار يبحرون بالقوارب الخشبية من عمان إلى ما يعرف حاليا بباكستان والعراق. وشهدت تجارة اللبان المربحة مع مصر القديمة وروما وبيت لحم برا وبحرا إنشاء موانئ مثل سمهرم حيث كان يقع قصر ملكة سبأ.
بعد أن اعتنقت عمان الدين الإسلامي في القرن السابع، أصبحت الدولة قوة بحرية مهيمنة وامتدت طرق التجارة حتى إفريقيا جنوبا والهند والصين إلى الشرق.
جوهرة مسقط التي تم بنائها عام 2010 –نفس نوع السفينة التي أبحر بها السندباد
وبحلول القرن الخامس عشر، كانت سفن مثل جوهرة مسقط، تلك السفينة التقليدية التجارية التي قامت مسقط بإعادة بنائها، وهي نفس السفينة التي كان يستخدمها السندباد البحري، تقوم برحلات تجارية منتظمة إلى موانئ مثل جوانزو (كانتون) في الصين.
لكن موقع سلطنة عمان الاستراتيجي المهم على المحيط الهندي عند مدخل الخليج جعل منها أيضا كنزا ثمينا لبناة الإمبراطوريات المتعاقبة.
ومع ذلك، لم تكن عمان مستعمرة لأحد في يوم من الأيام عبر تاريخها الطويل، فقد حافظت على سيادتها واستقلالها، حتى لو سيطرت قوى خارجية في فترات معينة على بعض المناطق الساحلية في محاولة لحماية طرقها التجارية.
لذلك، استولت البرتغال على مسقط في القرن السادس عشر حتى عام 1650. ثم تمكنت عمان من طرد البرتغاليين ووسعت نفوذها حتى ساحل شرق إفريقيا. وأصبحت زنجبار عاصمة عمان لفترة من الوقت، كما كان القصر الرئيسللسلطان يقع في زنجبار.
وخلال القرن الثامن عشر، استطاع أحمد بن سعيد طرد الغزاة الفرس وأصبح إمام عمان المنتخب، وأسس السلالة التي ما تزال تحكم عمان حتى يومنا هذا.
تطورت العلاقات العمانية البريطانية بشكل كبير بعد التوقيع على معاهدة الصداقة بين البلدين في عام 1798 (وهي الأولى من نوعها بين دولة عربية خليجية وبريطانيا) دون أن تصبح السلطنة مستعمرة بريطانية.
وفي نفس الفترة تقريبا، طورت السلطنة أيضا علاقاتها مع فرنسا وهولندا وأنشأت شبكة من التبادلات التجارية والثقافية.
وفي عام 1833، وقع السلطان سعيد معاهدة صداقة وتجارة مع الممثل التجاري للولايات المتحدة، مما مهد الطريق لإقامة علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة. (لمزيد من المعلومات حول العلاقات العمانية الأمريكية، انظر هنا)
كان اكتشاف النفط واستغلاله في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي بمثابة بداية حقبة جديدة في سلطنة عمان، لكن لم تبدأ الدولة في تطوير اقتصاد متقدم إلا بعد أن تولى السلطان الراحل قابوس الحكم محل والده في عام 1970.
وبعد دحر التمرد المدعوم من الشيوعيين في منطقة ظفار جنوب عمان، قاد السلطان الراحل قابوس الدولة طوال فترة من التطور السريع حيث تم استثمار عائدات النفط على التعليم والصحة والرفاهية والبنية الأساسية الحديثة.
وأصبح السلطان الراحل قابوس، خلال فترة حكمه التي استمرت 50 عاما، شخصية تتمتع بشعبية هائلة، ونال إعجاب الجميع باعتباره أبو الأمة.
جلالة السلطان الراحل قابوس، والد الأمة
وتركز سلطنة عمان حاليا، تحت قيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، على البناء من أجل المستقبل وتنويع الاقتصاد بشكل أكبر.
تهدف رؤية عمان 2040 إلى إطلاق العنان لإمكانات السلطنة البشرية والتكنولوجية والاقتصادية لضمان مستقبل أكثر أمنا ورخاء واستدامة لجميع العمانيين.