سلطنة عُمان تؤكد أمام الأمم المتحدة: إنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين السبيل إلى سلام عادل ودائم
ألقى معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية، كلمة سلطنة عُمان أمام أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك يوم السبت الموافق 27 سبتمبر 2025.
أكد معالي السيد الوزير على أن القضية الفلسطينية تبقى في صدارة الأولويات الإنسانية والسياسية الملحّة، وأن الوقت قد حان لإنهاء الاحتلال ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه المشروعة عبر تنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد نحو سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. وأوضح معاليه أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يُعد الخطوة الأهم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، معبّرًا عن تقدير سلطنة عُمان للحكومات التي اعترفت بالدولة الفلسطينية.
كما شدد معالي السيد الوزير على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية تحد من قدرة الحكومة الإسرائيلية على مواصلة انتهاكاتها للقوانين والأعراف والقيم الإنسانية ودعا إلى حملة عالمية سلمية لرفع الحصار والظلم عن الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة.
وفي هذا السياق، أعرب معاليه عن تضامن سلطنة عُمان الكامل مع دولة قطر الشقيقة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدفها، مؤكدًا حقها في اتخاذ ما تراه من إجراءات لحماية أمنها وسيادتها. كما جدد استنكار سلطنة عمان للعدوان الإسرائيلي على كل من إيران واليمن وسوريا ولبنان، داعيًا إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل جرّاء انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي وتعديها غير المشروع على سيادة الدول.
وفي جانب آخر من الكلمة، أشار معالي السيد إلى أن الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة تمثل مناسبة لتجديد الالتزام بمقاصد الميثاق الأممي، وفي مقدمتها تسوية النزاعات عبر الحوار والوسائل السلمية. وأكد أن على المجتمع الدولي، ولا سيما الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، تمكين الأمين العام من القيام بدوره وتعزيز التعاون معه لدعم أهداف التنمية المستدامة، وخاصة ما يتعلق بتحفيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، وتشجيع الابتكار، ومكافحة الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي والصحي وأمن الطاقة.
كما أبرز معاليه أولويات سلطنة عُمان الوطنية في التعليم والصحة باعتبارهما حقين أساسيين للجميع وركيزتين للتنمية، إضافة إلى دعم التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والابتكار والتصنيع، وتعزيز منظومة الحماية الاجتماعية والأمان الوظيفي. وأكد كذلك اهتمام سلطنة عمان بتمكين الشباب بالعلم والمعرفة وإتاحة الفرص أمامهم للإسهام في التنمية، بوصفهم القوة الدافعة للابتكار والاقتصاد المعرفي.
واختتم معالي السيد الكلمة بالتأكيد على أن العالم يمر بإحدى أكثر الفترات تعقيدًا وتشابكًا للأزمات الدولية، وهو ما يتطلب تعزيز التمسك بالقانون الدولي والإنساني، ودعم دور الأمم المتحدة ومؤسساتها لترسيخ السلم والأمن الدوليين، ونشر ثقافة العدالة والتسامح والاحترام المتبادل، سبيلا لتحقيق تطلعات الشعوب في الحرية والازدهار وصناعة مستقبل مزدهر يسوده الاستقرار والإنصاف.
Follow us