البيان العُماني التركي المشترك بمناسبة زيارة “دولة” لفخامة الرئيس التركي إلى سلطنة عُمان

في إطار العلاقات التاريخية المتينة والروابط الأخوية بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا، قام فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية تركيا، بزيارة “دولة” إلى سلطنة عُمان تلبيةً لدعوة كريمة من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله خلال الفترة من (٢٢–٢٣ أكتوبر ٢٠٢٥م).

عقد الجانبان خلال الزيارة جلسة مباحثات رسمية تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون بما يخدم المصالح المشتركة، مؤكدين التزامهما بتطوير الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين.

تم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت مجالات: الإعلام والاتصالات، والاستثمار، والغذاء، وتقنية المعلومات، والمنافسة ومنع الاحتكار، والصناعة، والعلوم والابتكار، والتعاون العسكري والصناعات الدفاعية، والتعدين، بالإضافة إلى اتفاقية تخصيص أرض لإنشاء مؤسسة تعليمية.

أكد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون التجاري والاستثماري والصناعي، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتفعيل دور اللجان المشتركة لزيادة التبادل التجاري. وأعلنا عن إنشاء المجلس التنسيقي العُماني التركي ليكون إطارًا مؤسسيًا يهدف إلى متابعة تنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقيات الموقعة وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. كما جدّد الطرفان دعمهما لمسار مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.

رحبت سلطنة عُمان بقرار جمهورية تركيا إعفاء المواطنين العمانيين من التأشيرة المسبقة، وأعلنت عن إعفاء المواطنين الأتراك من حملة الجوازات العادية من التأشيرة المسبقة للدخول إلى سلطنة عُمان، تعزيزاً للعلاقات الثنائية وتيسيراً لحركة الأفراد.

أشاد الجانبان بالتعاون القائم في مجالات الثقافة والتراث والتعليم العالي، وأكدا أهمية تطوير التبادل الثقافي والفني والأكاديمي بين البلدين.

تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكدا التزامهما بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار وحل النزاعات بالطرق السلمية وفق مبادئ القانون الدولي.

رحّب الجانبان بوقف إطلاق النار في غزة، وأكّدا على ضرورة تنفيذه بشكل كامل، وشدّدا على أن النتائج الإيجابية التي أفرزتها مفاوضات وقف إطلاق النار ينبغي أن تسهم في تحقيق حل الدولتين.

كما أعرب الجانبان عن تقديرهما للجهود الحثيثة التي بذلتها كل من جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية تركيا في مجال الوساطة، من أجل وضع حدّ للكارثة الإنسانية في غزة وتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق سلام عادل ودائم.

أشاد فخامة الرئيس أردوغان بدور سلطنة عُمان في دعم الحوار والسلام الإقليمي، فيما ثمّن جلالة السلطان هيثم بن طارق جهود جمهورية تركيا في دعم القضايا العربية والإسلامية.

وفي ختام الزيارة، عبّر فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان عن تقديره لكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، موجهاً دعوة لجلالة السلطان هيثم بن طارق لزيارة جمهورية تركيا، وقد لقيت الدعوة ترحيباً كريماً من جلالته حفظه الله.