سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

20 أكتوبر 2025

تمتاز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وجمهوريّة تركيا الصديقة بالتوافق في العديد من المجالات بما فيها الدبلوماسيّة والاقتصاديّة والعسكريّة والاستثماريّة والتجاريّة والثقافيّة، تُوّجت بالتوقيع على عددٍ من الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم خلال زيارة “دولةٍ” قام بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ في نوفمبر الماضي لجمهورية تركيا، وفي ذلك تأكيدٌ على حرص البلدين على تعزيز التّعاون بينهما في كلّ المجالات.

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

وتُعدُّ زيارةُ “دولةٍ” سيقومُ بها فخامةُ الرئيس رجب طيب أردوغان رئيسُ جمهورية تركيا الصديقة الاربعاء لسلطنة عُمان بدعوةٍ من حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم/حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ مهمّةً لتطوير العلاقات بين البلدين وفتح آفاق من التّعاون الاقتصادي والاستثماري الذي يعكس أهمية الروابط التاريخيّة والوثيقة بين البلدين.

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

وأشاد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ خلال زيارته إلى تركيا بمواقفها الداعمة للقضايا العربيّة والإقليميّة والتأكيد على عمق العلاقات الأخويّة التي تجمع البلدين وحرصهما على تعزيز التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك خاصة في المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والعسكريّة والدفاعيّة، بالإضافة إلى العلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والثقافة، والطاقة، والسياحة.

وأكّد القائدان على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال زيادة حجم التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات المشتركة، كما عبّرا عن تطلّعهما لنجاح الدورة الثانية عشرة للجنة الاقتصادية المشتركة التي عُقدت في مسقط في ديسمبر 2024.

وقال سعادةُ السّفير سيف بن راشد الجهوري سفيرُ سلطنة عُمان لدى الجمهورية التركية في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن العلاقات الثنائية بين البلدين تستند إلى تواصل تاريخي عريق امتدّ لأكثر من ثلاثة قرون، وتفرّد بالتعاون والاحترام المتبادل بين البلدين، وظلت هذه السمات في التاريخ الحديث أساسًا للعلاقات العُمانية التركية التي تميزت باستدامة الحوار والتشاور في العديد من القضايا الإقليميّة والدوليّة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 28 يونيو 1973م. وقد جاء إنشاء لجنة المشاورات السياسيّة بين وزارتي خارجية البلدين في 4 مايو 1999م تأطيرًا للتعاون في المجالات السياسيّة بين البلدين.

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

وأضاف سعادتُه أن تبادل الزيارات الرسميّة طوال العقود الخمسة الماضية يؤكد على حرص قيادتي البلدين على استمرار علاقات التعاون المشترك والاحترام المتبادل بين البلدين، حيث قام رئيس الوزراء التركي تورغوت أزوال بزيارة إلى سلطنة عُمان يومي 9 و 10 نوفمبر 1986م، كما قام فخامة الرئيس سليمان ديميريل رئيس جمهورية تركيا الأسبق بزيارة رسميّة إلى سلطنة عُمان خلال الفترة من 14 – 16 ديسمبر 1997م، وقام فخامةُ الرئيس رجب طيب أردوغان (رئيس الوزراء التركي آنذاك) بزيارة رسميّة إلى سلطنة عُمان في سبتمبر 2005م، وقام فخامةُ الرئيس عبد الله جول رئيس جمهورية تركيا بزيارة رسميّة إلى سلطنة عُمان خلال الفترة من 12 – 14 أبريل 2010م.

وجاءت زيارة “دولةٍ” قام بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ إلى جمهورية تركيا يومي 28 و 29 نوفمبر 2024م، باعتبارها أول زيارة رسميّة بهذا المستوى في تاريخ العلاقات الحديث بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا، وستشهد سلطنة عُمان الاربعاء زيارة “دولة” لفخامة رئيس جمهورية تركيا للدفع بالعلاقات الثنائية نحو خطوات أخرى ملموسة عبر الحوار والتشاور في كل المجالات تحقيقًا للمصالح المشتركة والتباحث بين قيادتي البلدين وتبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع والتطوّرات التي تمرّ بها المنطقة والعالم.

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

أشار إلى أن زيارة جلالةِ السُّلطان المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ إلى جمهورية تركيا نجحت في التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تؤطر لعلاقات التعاون الاقتصادي في جوانب ريادة الأعمال والعمل والتشغيل والصحة والتعاون المصرفي والزراعة وغيرها من المجالات، ولعل أبرز نتائج الزيارة السّامية لتركيا يتبلور من خلال إنشاء صندوق استثماري مشترك بخمسمائة مليون دولار يمثل بداية لشراكة استثمارية في المجالات الاقتصادية التي تخدم اقتصاديْ البلدين، ومن المرتقب أن تظهر نتائجها في الفترة القادمة من خلال حجم الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين الصديقين.

وبيّن سعادتُه أنه من خلال اللجنة العُمانية التركية المشتركة في دورتها الـ(12) التي عُقدت في مسقط يومي 18 و 19 ديسمبر 2024م تم التعاون في عدد من المجالات مثل النقل واللوجستيات، والزراعة، والصناعة، والسياحة، والتعليم العالي، والتوافق على مناقشة مذكرات تفاهم في مجالات المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، والمواصفات والمقاييس، والصناعة، والتعاون الفني بين البنكين المركزيين، ومجال العلوم والتكنولوجيا بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومجلس البحث العلمي والتكنولوجي بجمهورية تركيا، ومناقشة برنامج تنفيذي لتفعيل مذكرة التفاهم الموقع عليها في مجال السياحة.

ونوه سعادتُه إلى أن جمهورية تركيا تقدّمت في عام 2024م إلى المرتبة الـ 11 بعد أن كانت في المرتبة الـ 17 في عام 2023م لأكبر الدول المستقبلة للصادرات العُمانية غير النفطية، وهي أكبر مستقبل للصادرات العُمانية غير النفطية في قارة أوروبا وفقًا لإحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. كما بلغ عدد الشركات المسجلة التي بها مساهمة تركية في سلطنة عُمان حتى نهاية عام 2024م خمسمائة وسبعًا وتسعين (597) شركة مقابل ثلاثمائة وخمس وثمانين (385) شركة في عام 2023م بنسبة نموّ بلغت (55%)، وارتفع حجم رأس المال التركي المستثمر في سلطنة عُمان إلى حوالي 56 مليون ريال عُماني في نهاية عام 2024م من حوالي 41 مليون ريال عُماني في عام 2023م، بنسبة نموّ بلغت 36,7% ما يعكس زيادة كبيرة في اهتمام رجال الأعمال الأتراك بتأسيس شركات في سلطنة عُمان. وتشمل أنشطة الشركات التركية في سلطنة عُمان قطاعات مختلفة مثل البناء، والتشييد، وتجارة الجملة والتجزئة، والصناعة، واللوجستيات.

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

وأكّد سعادتُه على أن هناك العديد من الفرص المتاحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين بالنظر إلى معدّلات النمو في اقتصادات البلدين والعمل على إزالة العقبات غير الجمركية أمام التصدير والاستيراد عبر الدخول في اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وجمهورية تركيا، ويجري التفاوض بشأنها في الوقت الراهن بين الجانبين.

وقال سعادتُه إن سلطنة عُمان وجمهورية تركيا تمتلكان الكثير من الإمكانات الاقتصادية التي يمكن استغلالها لتمثل شراكة اقتصادية متينة في المستقبل، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الاستفادة من المواقع الجغرافية للبلدين في الوصول إلى أسواق تجارية كبيرة، حيث يمكن للقطاع الخاص التركي استغلال المناطق الحرة والموانئ العُمانية للوصول إلى أسواق إفريقيا وآسيا، فيما يمكن للقطاع الخاص العُماني الاستفادة من المناطق الصناعية والموانئ التركية للوصول إلى أسواق أوروبا وآسيا الوسطى، كما يمكن لكلا البلدين الاستفادة من مشروعات ممرات النقل التجارية والاقتصادية بين المنطقة والأسواق العالمية في ظل موانئ البلدين الاستراتيجية من خلال ممرات طرق التجارة الدولية، واستغلال الطاقة الخضراء من خلال الإمكانات الكبيرة التي يملكها البلدان في مجال الطاقة المتجدّدة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الكهرومائية، حيث يمكن أن يتعاونا في إقامة مشروعات صناعية قائمة على مصادر طاقة نظيفة بما يتماشى مع التوجهات الصناعية المستقبلية في العديد من الأسواق العالمية.

كما يمكن استغلال مجال التعدين وهو من القطاعات ذات الأولوية الاقتصادية لسلطنة عُمان وفقًا لرؤية “عُمان 2040”، حيث تعد جمهورية تركيا من الدول ذات الخبرة الثرية في هذا القطاع بفضل المخزونات الكبيرة التي تملكها من المعادن مثل النحاس، والزنك، والفلسبار، حسب بيانات وزارة التجارة التركية، فيما تملك سلطنة عُمان العديد من المعادن المهمة التي يمكن استغلالها من خلال شراكات بين البلدين في القطاع الخاص.

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

من جانبه قال سعادةُ السّفير محمد حكيم أوغلو، سفيرُ جمهورية تركيا لدى سلطنة عُمان إن العلاقات التركية العُمانية تستند إلى جذور تاريخيّة عميقة وضاربة في القدم حيث بدأت هذه العلاقات مع الحملة السّلجوقية في أوائل القرن الحادي عشر، ووصلت إلى مستوى أكثر تطورًا خلال العهد العثماني. وقد حوّلت التهديدات المشتركة في المنطقة في القرن السادس عشر هذين البلدين إلى شريكين استراتيجيين.

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

وأضاف سعادتُه أن هذا التعاون الوثيق بين الدولتين أسهم في تقارب شعبيهما، حيث ازداد التفاعل الثقافي، ونشأت علاقات أسرية بينهما، وقد ترسخت هذه العلاقات المتجذرة تاريخيًّا من خلال إقامة علاقات دبلوماسية بين تركيا وسلطنة عُمان في عام 1973، واُفتتحت السفارتان في كل من أنقرة عام 1985 ومسقط عام 1986 مما أرسى أسسًا أكثر متانة للتعاون الثنائي. وفي هذا العام، نحتفل بالذكرى الثانية والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأشار إلى أن العلاقات التركية – العُمانية تتواصل بشكل وثيق في مجالات متعددة مثل السياسة والاقتصاد والتعليم العالي والطاقة والثقافة وغيرها، وقد شهدت علاقات التعاون الثنائي لا سيما في السنوات العشر إلى الخمس عشرة الأخيرة، تطورًا متسارعًا مدفوعًا بالمصالح المشتركة بين الطرفين.

وبيّن سعادتُه أن زيارة “دولةٍ” قام بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق إلى تركيا في نوفمبر من العام الماضي تعدّ تاريخية، وأسفرت عن نتائج مثمرة، حيث شهدت التوقيع على اتفاقيات شملت مجالات الصحة والثقافة والاستثمار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والزراعة والتوظيف.

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

ووضّح سعادةُ الشيخ فيصل بن عبد الله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن زيارة فخامة الرئيس رجب طيّب أردوغان رئيس جمهورية تركيا إلى سلطنة عُمان تعد محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين الصديقين، وتعكس عمق الروابط السياسية والاقتصادية، والحرص المتبادل على الارتقاء بالتعاون المشترك إلى مستويات أكثر تكاملًا وشمولًا، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

وقال الشيخ سالم بن عبد الله الرواس رئيس الجانب العُماني في مجلس الأعمال العُماني التركي إن زيارة “دولة” سيقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاربعاء إلى سلطنة عُمان، تمثّل أهمية كبيرة كونها أول زيارة لرئيس تركي إلى سلطنة عُمان استجابة لدعوة كريمة من لدن المقام السامي لجلالةِ السُّلطان المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ ردًّا على زيارة “دولة” قام بها جلالةُ السُّلطان المعظّم إلى تركيا أواخر العام الماضي.

 

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

ووضحت سعادةُ لجينة بنت محسن الزعابية الرئيسة الفخرية لجمعية الصداقة العُمانية التركية أن زيارة الرئيس التركي لسلطنة عُمان تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات العُمانية التّركية تطورًا ملحوظًا في كافة المجالات خاصة بعد توقيع الجانبين على عدد من الاتفاقيات والمذكرات، كما أن الزيارة تدلّ على رغبة البلدين في رفع مستوى العلاقات من علاقات تقليدية إلى شراكة استراتيجية تشمل مجالات الاستثمار، والطاقة والصناعة والثقافة والدفاع، وغيرها.

سلطنةُ عُمان وجمهوريّة تركيا.. شراكةٌ متصاعدةٌ في مختلف المجالات

وقالت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن الزيارة تمثل فرصة لسلطنة عُمان في توسيع قاعدة شركائها التجاريين، وجلب الاستثمارات من جمهورية تركيا، التي لديها خبرات في البنية الأساسية والتشييد والصناعات التحويلية، ما يساعد في تحقيق رؤية “عُمان 2040”.

الوسوم: