البيان العُماني العراقي المشترك بمناسبة زيارة دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى سلطنة عُمان

 البيان العُماني العراقي المشترك بمناسبة زيارة دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى سلطنة عُمان

4 سبتمبر 2025

 البيان المشترك بمناسبة زيارة دولة محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى سلطنة عُمان خلال الفترة 3-4 سبتمبر 2025:

انطلاقاً من الروابط والصلات التاريخية والأخوية والحضارية التي تجمع سلطنة عُمان وجمهورية العراق، وبين قيادتيهما الحكيمتين وشعبيهما الشقيقين، وتعزيزاً للعلاقات الثنائية الوثيقة وتأكيداً للتقدير والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين وشعبيهما، الذي رسخته مبادئ الإخاء والتعاون والتفاهم المشترك والحرص على تعزيز التضامن العربي.

وتلبية لدعوة كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، قام دولة محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء بجمهورية العراق الشقيقة، بزيارة رسمية إلى سلطنة عُمان يومي الأربعاء والخميس 10-11 من ربيع الأول 1447هـ، الموافق 3-4 سبتمبر 2025م.

وقد عقدت جلسة مباحثات رسمية بين صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ودولة محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء العراقي في قصر الحصن بمدينة صلالة، تناولا خلالها الصلات والعلاقات الأخوية التاريخية والراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين.

 حيث استعرضا جهود تطوير التعاون الثنائي وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، معبرين عن الارتياح لخطوات النهوض بالعلاقات بين البلدين لآفاق أرحب ومجالات أوسع وأشمل؛ بما في ذلك انعقاد أعمال الدورة التاسعة للجنة العُمانية العراقية المشتركة في بغداد في ديسمبر 2024م للمرة الأولى على مستوى وزيري خارجية البلدين، وما تبعها من خطوات عملية للدفع بمستوى العلاقات الثنائية في كافة المجالات والقطاعات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية والرياضية، والاستفادة المتبادلة من الفرص الواسعة والواعدة في سلطنة عُمان وجمهورية العراق في مجالات الطاقة والصناعة والنقل والأمن الغذائي والمصارف والسياحة وإدارة الموانئ، والمطارات والتخطيط العمراني والبنى الأساسية وتوطين الصناعات والتدريب وبناء القدرات في القطاعات المختلفة، تحقيقا للشراكة الاقتصادية بين البلدين ولاسيما من خلال تأسيس مجلس الأعمال العماني – العراقي، والدعوة إلى عقد الدورة الأولى من أعماله بالتزامن مع أعمال اللجنة المشتركة. وفي هذا السياق، رحب الجانبان بافتتاح خط الطيران (مسقط – بغداد) بما يعزز التبادل الثقافي والسياحي بين البلدين.

كما رحب الطرفان بالجهود المشتركة الرامية لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة، ولاسيما التخزين والتسويق النفطي، حيث وقع الطرفان مذكرتي تفاهم بهذين المجالين. ودعا الجهات المختصة لتشكيل فريق فني مشترك في القطاع النفطي لتعزيز التشاور بخصوص المشاريع الاستراتيجية، وكذلك في مجال بناء القدرات.

كما أكَّدَ جلالة السلطان المعظم ـ أيده الله ـ ودولة رئيس الوزراء العراقي على الدور الإيجابي والمثمر الذي يقوم به القطاعان العام والخاص في البلدين للنهوض بمعدلات التبادل التجاري بينهما، والتطلع بأنْ تُسهم الأنشطة القائمة والمستهدفة إلى زيادة نوعية في حجم الاستثمارات المتبادلة، ووجَّها كافة الجهات للمضي قدماً لتنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة والتي ستعود بالنفع والفائدة على البلدين والشعبين الشقيقين. ورحب الطرفان بالجهود التحضيرية لعقد اجتماعات الدورة العاشرة من أعمال اللجنة المشتركة.

ورحبا في هذا الصدد بالتوقيع على حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبرامج التعاون في مختلف المجالات، حيث تم التوقيع على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من دفع الضرائب على الدخل ورأس المال، ومذكرات تفاهم في مجال الطاقة وتخزين وتكرير النفط، والبنوك المركزية، والأوراق المالية، وفي المجال الشبابي والرياضي، وفي مجال التوثيق التاريخي وإدارة الوثائق، وفي مجال التعاون السياحي، بالإضافة إلى مذكرات تفاهم في مجالات اخرى.

‎وفي شأن التشاور وتبادل الآراء والتنسيق حول المستجدات والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة، فقد أكد الجانبان على الوقف الفوري والدائم للحرب التي شنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة.

‎والدعوة إلى وصول المساعدات الإغاثيّة العاجلة للسكان في القطاع، وأعربا عن رفضهما القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير السكان والتنكيل بهم، وضم أراضي جديدة، وإيقاف الممارسات العدوانية على دول المنطقة.

‎ كما أكد الجانبان على ضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي اللامشروع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وانضمامها لعضوية الأمم المتحدة.

وفي شأن تعزيز التضامن العربي، أكد الجانبان على أهمية التعاون والتنسيق بين بلديهما في المنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالحهما ويسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، وتحقيق دعائم الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، والتأكيد على دعم الجهود الرامية إلى ترسيخ التوجهات السلمية وتعزيز الحوار والحلول الدبلوماسية في المنطقة والعالم من خلال تثبيت قواعد القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية ومبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وتعزيز قيم التفاهم والتعاون، بما يعود على دول المنطقة بمزيد من الخير والرخاء والازدهار.

أعربَ دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي عن شكره وتقديره لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، وحكومة سلطنة عُمان وشعبها العزيز على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، متمنياً لسلطنة عُمان المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة.

انتهى،

صدر هذا البيان المشترك في صلالة بتاريخ 11 ربيع الأول 1447 هـ الموافق 4 سبتمبر 2025م.

الوسوم: