البيان المشترك بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا بمناسبة زيارة جلالة السلطان المعظم

البيان المشترك بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا بمناسبة زيارة جلالة السلطان المعظم

5 نوفمبر 2025

أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم ـ حفظه الله ورعاه وجلالة الملك فيليبي السادس ملك مملكة إسبانيا على أهمية التعاون لتعزيز الشراكات الاقتصادية ودعم النمو والابتكار، مُعربين عن ارتياحهما للشراكة القائمة في مجال الاستثمار ورغبتهما المشتركة في الارتقاء إلى مستويات أعلى، وذلك في بيان مشترك صادر بمناسبة زيارة “دولة” التي قام بها جلالته إلى مملكة إسبانيا.

وفيما يلي نص البيان:

بدعوة كريمة من جلالة الملك فيليبي السادس ملك مملكة إسبانيا، قام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بزيارة دولة إلى مملكة إسبانيا خلال الفترة من ٣ إلى ٥ نوفمبر ٢٠٢٥. وقد جسّدت الزيارة عمق أواصر الصداقة التاريخية بين الأسرتين الملكيتين والتي تمتد لعقود، وشكّلت دليلاً على الإرادة القوية لدى البلدين لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يخدم مصالح شعبيهما الصديقين.

كما التقى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بجلالة الملك فيليبي السادس ودولة رئيس الوزراء بيدرو سانتشيز بيريز كاستيون، حيث جرى تبادل وجهات النظر حول القضايا الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكد الجانبان التزامهما المشترك بدعم السلام والاستقرار في مناطق النزاع حول العالم.

وفي هذا السياق، ناقش الجانبان التطورات الراهنة وتبادلا وجهات النظر بشأن الأوضاع الإقليمية، مرحّبين بخطة السلام الموقعة في شرم الشيخ التي أفضت إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأعربا عن تقديرهما لجهود وساطة كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا. وتُعد خطة السلام نافذة أمل جديدة، إذ تؤكد أهمية التوصل إلى حل عادل يضمن الحقوق المشروعة لكل من فلسطين وإسرائيل، على أساس تنفيذ حل الدولتين. وقد أكدا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وذات السيادة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وفي هذا الإطار، شدد الجانبان على أن قرار الجمعية العامة الذي أقرّ “إعلان نيويورك بشأن تنفيذ حل الدولتين” يجب أن يشكّل خارطة طريق لتحقيق سلام دائم.

كما أعربا عن بالغ القلق إزاء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وأكدا دعمهما للجهود الدولية الرامية إلى التنفيذ الكامل لخطة السلام بجميع مراحلها، مؤكدين ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين وإعادة إعمار غزة.

وحثّ القائدان جميع الأطراف على ضمان نجاح خطة السلام، واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتنفيذ إجراءات عاجلة وملموسة تكفل تحقيق العدالة والسلام والأمن للفلسطينيين و الإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة.

وشدد الجانبان على أهمية حلّ الخلافات والنزاعات عبر الحوار والوسائل السلمية، مع احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأكدا الدور المحوري للحوار والدبلوماسية، واتفقا على التعاون على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف لتعزيز إسهاماتهما البنّاءة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

على الصعيد الثنائي، أكد الجانبان أهمية التعاون بين حكومتيهما لتعزيز الشراكات الاقتصادية ودعم النمو والابتكار. وشهدت الزيارة التوقيع على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات لحملة الجوازات الرسمية، إلى جانب عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الثقافة والرياضة، والتحول نحو الطاقة النظيفة، والاستثمار، وإدارة الموارد المائية، والنقل، والزراعة.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للشراكة القائمة في مجال الاستثمار ورغبتهما المشتركة في الارتقاء بها إلى مستويات أعلى، حيث جرى بحث فرص التعاون في قطاعات رئيسية مثل الصناعات التحويلية والتعدين والسياحة والذكاء الاصطناعي والطاقة والفضاء، مع التأكيد على بناء مستقبل يقوم على التعاون والتفاهم المتبادل.

وبحضور أصحاب الجلالة وأصحاب المعالي الوزراء، عُقد لقاء مع نخبة من ممثلي الشركات الإسبانية في مجالات الطاقة والهندسة والتكنولوجيا والقطاعات الاستراتيجية الأخرى، حيث جرى خلال اللقاء بحث الأولويات المشتركة وسبل التعاون الجديدة بين الجانبين. كما عقدت غرفتي التجارة في البلدين مباحثات تم خلالها التوقيع على مذكرة تفاهم.

تطلّعًا إلى المستقبل، أكدت سلطنة عُمان و مملكة إسبانيا التزامهما بتعزيز علاقاتهما الاستراتيجية وتعميق التعاون بينهما في مختلف القطاعات الحيوية، ولا سيّما في مجال التحول في قطاع الطاقة مع التركيز على الحياد الكربوني، والطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، إلى جانب التعاون في إدارة الموارد المائية، استنادًا إلى الخبرات الطويلة التي يتمتع بها البلدان في الحلول المستدامة للمياه.

وإدراكًا لأهمية التواصل بين الشعوب، وانطلاقًا من إيمانهما بالروابط الإنسانية العميقة والعريقة التي تجمع بين المنطقتين، وبالصلات التاريخية التي تربط بين البلدين، أعربت سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا عن التزامهما بتعزيز التعاون في مجالات التبادل الأكاديمي والبحثي، وأكدتا أهمية تبادل المعارف والبحوث، وإتاحة الوثائق، وإطلاق المبادرات المشتركة في الدراسات التاريخية، من خلال شراكات تشمل الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص.

كما أعرب الجانبان عن ارتياحهما لما أسفرت عنه الزيارة من نتائج، وعزمهما البناء على الزخم الحالي والعلاقات المثمرة بما يخدم مصالح البلدين، مؤكدين التزامهما بتحقيق مستقبل يسوده السلام والازدهار والاستدامة والترابط لصالح الجميع.

وأعرب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم ـ حفظه الله ورعاه ـ عن خالص شكره وامتنانه لجلالة الملك فيليبي السادس، ودولة رئيس الوزراء بيدرو سانتشيز، وللشعب الإسباني الصديق، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لقيها جلالته حفظه الله والوفد المرافق خلال إقامتهم في مملكة إسبانيا.

الوسوم: