مركز السلطان قابوس في واشنطن يستضيف المستكشف البريطاني مارك إيفانز

مركز السلطان قابوس في واشنطن يستضيف المستكشف البريطاني مارك إيفانز

20 أكتوبر 2025

استضاف مركز السلطان قابوس الثقافي، ومقره في العاصمة الامريكية واشنطن، الذي يمثل جسرا حيويا للتفاهم الثقافي، فعالية ثرية سلطت الضوء على التزامه بتعزيز الحوار والتبادل الثقافي. استضاف المركز المستكشف والمؤلف والمعلم البريطاني الشهير مارك إيفانز، الحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية، والذي أسر الجمهور الكريم بعرضه التقديمي حول رحلته الاستكشافية الأخيرة بعنوان “30 يوماً سيراً على الأقدام وعلى ظهور الجمال: جوهرة العرب”.

مركز السلطان قابوس في واشنطن يستضيف المستكشف البريطاني مارك إيفانز

واستقطبت الفعالية جمهوراً هائلاً تجاوز ال 100 شخصاً وله تأثيره الكبير، مما يؤكد على أهمية المركز كمحور ديناميكي للدبلوماسية والأوساط الأكاديمية والتبادل الثقافي في العاصمة واشنطن، ومن بين الضيوف سفراء ودبلوماسيون وأساتذة جامعات وطلاب وممثلون عن مؤسسات مهمة في واشنطن، بما في ذلك العديد من المراكز الفكرية البارزة لصنع القرار.

واستناداً إلى خبرته التي تمتد إلى ربع قرن من السكن والعمل في سلطنة عمان، قدّم مارك إيفانز سرداً شيقاً ذات عمق عن رحلته. وتعد رحلة “جوهرة العرب” إعادة دقيقة لمسار الرحلة الأسطورية للمستكشف البريطاني برترام توماس (Bertram Thomas) في عام 1928م، وعبر إيفانز تضاريس عمان الخلابة من رأس الحد إلى صلالة سيراً على الأقدام وعلى ظهور الجمال وسيارة رباعية الدفع. وكانت هذه الرحلة الشاقة التي استمرت 30 يوماً بمثابة ربط بين أهم المواقع الأساسية ذات التنوع الطبيعي في عمان والاحتفاء الراسخ بالتراث الطبيعي والبيئي الغني للبلاد.

مركز السلطان قابوس في واشنطن يستضيف المستكشف البريطاني مارك إيفانز

وكانت الرسالة الأساسية للمحاضرة هي تركيز الرحلة على إشراك الشباب والتثقيف عن البيئة. وسلط إيفانز الضوء على الدور المحوري الذي لعبه الشباب العمانيون كرواة في الميدان وموثقين ومنسقي الخدمات اللوجستية حيث انضموا إلى الرحلة لجمع البيانات المهمة وتوثيق تجاربهم الواسعة المدى ومشاركة قصة عمان المميزة مع المجتمع العالمي عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وقد سلط الضوء أيضاً على أهمية مشاريع مثل “جوهرة العرب” في تمكين شباب السلطنة لتولي المسؤولية تجاه البيئة في بلادهم وتعزيز رؤية الاستكشاف كأداة فعّالة للتعلم والرعاية والتواصل الوطني.

وتأثر الحضور على الأخص بحكايات إيفانز الشخصية التي تُفصل العلاقات العميقة بين المستكشفين والإبل، مشدداً على أهمية بقائها على قيد الحياة في ظل ظروف الصحراء القاسية. وقد أضفت حكاياته عن إيقاع فريق الرحلة، الذي تمحور حول ضمان راحة الإبل وشربها الماء واجتيازها الكثبان الرملية بأمان، طابعاً إنسانياً أصيلاً يربط بين تقاليد الصحراء القديمة وروح الاستكشاف العلمي الحديث.

ووقعت لحظة تبادل ثقافي بالغة الأهمية حينما قدم الفاضل إيفانز نسخة موقعة من كتابه “عبور الربع الخالي: على خطى بيرترام توماس” الذي يتضمن مقدمة لجلالة الملك تشارلز الثالث. وقد أُهدي الكتاب إلى سعادة السفير طلال الرحبي سفير سلطنة عمان لدى الولايات المتحدة  وتسلمه نيابةً عنه المدير التنفيذي لمركز السلطان قابوس الثقافي في واشنطن الدكتور ماجد الخليلي. ويرمز هذا العرض إلى العلاقات الراسخة والعميقة بين سلطنة عمان والمملكة المتحدة.

واختتمت الأمسية الناجحة بجلسة شيقة تضمنت أسئلة وأجوبة حيث تفاعل من خلالها الحضور المتنوع مع الفاضل إيفانز حول مواضيع تراوحت بين الأمور اللوجستية في الصحراء والقيمة من وراء جمع البيانات الميدانية ومدى قوة سرد القصص في إيحاء التفاهم بين الثقافات. وأشاد العديد من الضيوف بروعة مزج “جوهرة العرب” بين العلم والتاريخ والتقدير للثقافة في سردية واحدة متماسكة.

مركز السلطان قابوس في واشنطن يستضيف المستكشف البريطاني مارك إيفانز

وفي إطار الالتزام المتواصل لمركز السلطان قابوس الثقافي بالحوار الثقافي، تم استضافة مقابلة حصرية مع مارك إيفانز. وأجرت كبير موظفي البرنامج الفاضلة هبة عبد الخالق في المركز الحوار الذي كشف بدوره تأمل عميق حول رحلة “جوهرة العرب” والقاء نظرة عامة حول رحلة التجديف المرتقبة لإيفانز بعنوان “عمان 3165” عبر مياه عمان التي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث البحري والمبادرات البيئية في البلاد.

وتشكل المقابلة المسجلة والمخصّصة للمنصات الإعلامية جزءاً أساسياً من مهمة المركز الاستراتيجية المستمرة لبناء جسور راسخة من الاحترام والتفاهم المتبادل بين الولايات المتحدة وسلطنة عمان. ويعمل المركز بفعالية على تثقيف الجيل القادم من الباحثين والدبلوماسيين الملمّين بالثقافة وتعزيز حوار عام فعّال حول الثقافة والتاريخ العماني والانخراط على المستوى العالمي.

وقد حققت فعالية رحلة “جوهرة العرب” نجاحاً كبيراً، مما عزز إلى حد كبير الدور الحيوي الذي يلعبه مركز السلطان قابوس الثقافي كمركز ذي تأثير في العاصمة الأمريكية. وقد جمع هذا التجمع بشكل فعال السلك الدبلوماسي والمجتمع الثقافي للاحتفال بالمناظر الطبيعية الفريدة للسلطنة وتقاليدها العريقة وروح الاستكشاف الملهمة. وقدم مارك إيفانز من خلال سرد قصصي مشرق وشغف صادق، منظوراً عميقاً حول ارتباط عمان بتراثها الطبيعي والإرث الحيوي الذي يستعد شبابها للدفاع عنه.