كلمة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد في قمتي مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وقمة رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين، المنعقدتين في كوالالمبور
أصحاب السمو قادة وممثلي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أصحاب الفخامة والجلالة رؤساء وقادة دول وممثلي رابطة الآسيان.
معالي لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة رئيس وزراء جمهورية الصين الشعبية.
الحضور الكريم،،،،،،
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته،،،،
إنه ليشرفني أن أشارك اليوم في هذه القمة ممثلا لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.
وأود أن أتقدم بخالص التقدير لحكومة ماليزيا على حفاوة الاستقبال والاعداد والتنظيم الجيد لهذه القمة المهمة التي تجمع دول منطقي الخليج ومجموعة دول آسيان والصين.
إنّ علاقاتنا هي علاقات تاريخية قائمة على القيم والمصالح المشتركة وعلى التعاون والاحترام المتبادل، وقد انعكس ذلك على طريق الحرير العريق وعلى مبادرة الحزام والطريق.
وها نحن اليوم نكتب فصلا جديدًا من فصول الصداقة بين دولنا.
إننا نمتلك معا قدرات هائلة على إحداث تغييرإيجابي.
فقد بلغ تعداد سكان بلداننا ما يزيد عن 2 مليار نسمة، بناتج محلي اجمالي يصل إلى 24 تريليون دولار أمريكي، فضلا عن أن دولنا تُعدُّ معا من أكثر أسواق العالم نموًا.
كما أنّ موارد الطاقة لهذه المجموعة والقوى العاملة بها والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها في مجالات التحول المختلفة، توفر فرصًا استثمارية كبيرة في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، وهذه المقومات تمكننا من الوفاء باحتياجاتنا من الطاقة في المستقبل، علاوة على أنها تدفع عجلة التنمية المستدامة في بلداننا، وهذا ما نصبو إليه.
إنّ تعزيز الشراكة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا المالية ستثري فرص التجارة والاستثمار والسياحة، وسترفع من كفاءة الخدمات والتفاهم عبر الثقافات علاوة على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتبادل المعرفة والشراكات مع القطاع الخاص بين دولنا.
مما سيدفع من وتيرة الابتكار وتوفير فرص العمل بما يمكن شعوبنا من تبوء طليعة المستقبل المستدام بالازدهار والنماء.
ولا يفوتنا أن نؤكّد على أنّ سلطنة عُمان تدعم بقوة توسيع التجارة وتحريرها بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة جنوب شرق آسيا (الآسيان) والصين.
إنّ سلطنة عمان متفائلة بشأن مستقبل الشرق الأوسط، ولا يسعنا إلا أن نُعرب عن تقديرنا لشركائنا في منطقة الآسيان والصين على دورهم البناء في هذا الصدد.
إنّ السلام الإقليمي الدائم لن يتحقق إلا إذا توقفت إسرائيل عن ممارسة سياسة الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وينبغي على المجتمع الدولي وكافة الدول الممثلة في هذه القمة، اتخاذ جميع الخطوات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لإنهاء العنف الإسرائيلي وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة.
إنّ رؤية سلطنة عُمان والغالبية العظمى من دول العالم، تتمثل في دعم السلام العادل والدائم على أساس حلّ الدولتين، الذي يستوجب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاعتراف الكامل بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.
إنّ سلطنة عُمان، بصفتها دولة بحرية وصديقة للجميع، منفتحة دائمًا على جميع المبادرات الرامية إلى تعزيز الشراكة بين منطقتي الخليج و مجموعة دول الآسيان والصين، متطلعين على الدوام إلى الترحيب بأصدقائنا وشركائنا، والعمل معهم بروح التعاون والتقدم والبنّاء.
Follow us